13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

إليك بُني "13".. اعتذر إذا أخطأت..

   وهل تسير الحياة كما نشتهي، فلا نقع في الخطأ ذات يوم، أو تتعثر خُطواتنا؟

 إن العملية تراكمية في جوهرها، ومن خلالها، يسير الإنسان ناحية التكامل، فإنه من يسير قد يتعثر، أو يُخطئ، أكان برغبة منه، أم لا، وهذا ينطبق أيضًا لمن يعمل، فالذي لا يعمل لا يخطئ، أو يتعثر.

 بُني..

 إن الأمر المُهم هُنا، والذي ينبغي أن تُصغي إليه بكل حواسك، وتفهم مغزاه، وما أريدك أن تعيه، فإنه نتاج عُمر قضيته في هذه الحياة، وخبرته نظرًا إلى علاقات كثيرة، كان منها العذب الزلال، والمُرّ الزعاف، ومن رحلة، شغلتها بالعمل في مُختلف الألوان.

 نحن لسنا بمعزل عن الخطأ؛ لأن النفس أمارة بالسوء، كذلك قد يكون تشخيصنا غير المُناسب إلى الأشياء، يقُودنا إلى الوقوع فيه، ولكن السؤال الذي، يبزغ في الأفق، مفاده: كيف أتعامل مع هذا الخطأ الذي اقترفته، وماهية الاستفادة منه في القادم من الأيام؟

 ينبغي بُني..

 أن نعقد العزم، ونشحذ الإرادة في عدم تكرار الوقوع في الخطأ، وأن تكون إرادتنا صادقة، وعزمنا قوي، إضافة إلى التفكير في الحكمة، الرسالة التي تنبع من وراء ما اقترفناه؛ ليكن لديك اليقين بأن كل شيء في الحياة، يختزل في ذاته حكمة، ورسالة علينا معرفتها، واستيعابها، والمُضي على إثرها بالفطنة الواعية.

 ومع هذا، لا تكن رهين هذا الخطأ، وتُقعر ذاتك، وتشلُّ تفكيرك؛ لتكون عاجزًا، فتفقد الدافعية إلى نسج مُستقبلك، فالخطأ حين تكون أسيرًا تحت وطأته، فإنه سيُقيد طُموحاتك، هو أصبح من الماضي، فاجعل مُضارعك أفضل مما كان.

 بُني..

 في العلاقات قد تُسيء أنت إلى شخص ما، أو قد تُخطئ، كُن شجاعًا واعتذر، فالإنسان الصادق مع نفسه، المُتألق في رُقيها، الذي يتحلى بالأفكار الناضجة، هو الذي يعتذر إلى الآخرين إذا بدر منه ما يُسيء، تجاههم.

 قد يظن، من الوهم سبيله أن الاعتذار يقلل شأن الإنسان، وهذا غير صحيح، فالإنسان القوي، ومن يمتلك الشخصية القوية، المنطقي جدًا، هو الذي تفكيره دائمًا منطقي، بعيدًا عن العاطفة، إذا كانت العاطفة، ستجعله رهين الخطأ.

 ولكن بُني..

 لا تفهم الاعتذار بكونه الوسيلة إليك في هذا وهذا، تُطلقه دون تقييم إلى الحالة التي أنت فيها، وهل تستحق اعتذارك، أم تجاهلك للاعتذار.

 أتعلم..

 في يوم خميس، وفي يوم كانت الرطوبة عالية، وكنت أقود سيارتي، كُنت أفكر في أمر حدث، بيني وبين آخر من الأصدقاء، بدأ بالاختلاف في وجهات النظر؛ ليعدو ذلك إلى قطيعة، وبعد تدخل من بعض الأصدقاء؛ للصلح، هو أرادني أن اعتذر منه، فأنا لم أخطئ، كي أعتذر، فكرت مليًا، فرأيت أن اعتذاري منه، هو بمنزلة الإساءة لنفسي.

 ما أريده منك أن تفهمه، هو أن الاعتذار قيمة فلا تستخدمه إلا في مكانه، فإن جاء في مكانه، زادك رُقيًا، وإن لم يأتِ في مكانه، لم يبرح أن ينخر في ذاتك؛ لتكون بلا شخصية.


error: المحتوي محمي